الأربعاء، 22 مايو 2013

معركة جنين في 3 / حزيران عام 1948



أما بعد انسحاب البريطانيين من فلسطين منتصف 1948، وفي خضم الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى أو النكبة، اختير القائد عبد القادر الحسيني لتولي القيادة العسكرية في جبل القدس. ولما تأخر وصول كتاب جيش الإنقاذ من الدول العربية المجاورة حتى أواخر شهر كانون الثاني سنة 1948، قرر الحسيني تعبئة القوى الشعبية في القسم العربي من التقسيم وقد كان يعتمد على متطوعي جبل نابلس لتاريخ هذا الجبل البطولي والعسكري، ولذا فقد وفد إلى مدينة جنين مطلع شهر كانون الثاني وبعد مناقشات ومحادثات مع وجهاء المنطقة، ,عقدت عدة اجتماعات في قرى القضاء وتطوع عدد كبير من المقاتلين واختار الجمع الشيخ فوزي الجرار قائداً لجميع فرق مقاتلي جبل نابلس. وقد أقرت الهيئة العربية العليا والقيادة العسكرية العليا لجامعة الدول العربية هذا التعيين واعتمدته وأوصت أن يتخذ جرار مراكزه في قرى صانور، صير وجبع.

ولقد خاضت جنين بمدنها وقراها معركة الدفاع عن الوجود ضد المنظمات الصهيونية المسلحة، التي استولت في أواخر مايو سنة 1948 على قرى زرعين، والمزار، ونورس، وصندلة، والجلمة، والمقيبلة،وفقوعة، وعرانة، وحاولت الاستيلاء على مدينة جنين حيث تم تطويقها في 3 يونيو 1948 وكان عدد الصهاينة 4000 مقاتل؛ فاستولوا على معظم أحياء المدينة وتحصن المجاهدون في عمارة الشرطةفي المدخل الغربي لجنين. حتى وصلت نجدة للمحاصرين قوامها 500 جندي عراقي بقيادة عمر علي وحوالي 800 من المجاهدين الفلسطينيين من المدينة. وبعد معارك دامية خارج البلدة وفي شوارعها وأزقتها شارك فيها العديد من سكان المنطقة وقراها المجاورة تقدم العرب لاسترداد قراهم المحيطة بالمدينة. وقد كانت معركة جنين التي وقعت في 3 حزيران سنة 1948 مفخرة للمقاتلين من أهل البلاد الذين استشهد منهم العشرات بالإضافة للعدد الكبير من الجرحى، والتي أدت في آخر المطاف إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنين في 4 حزيران سنة 1948 وتكبيدها خسائر جسيمة بلغت 1241 قتيل ومفقود من أصل 4000 جندي إسرائيلي كانوا يحاصرون المدينة.



و يستذكر الفلسطينيون شهداء الجيش العراقي الذين سقطوا دفاعاً عن جنين، حيث توجد مقبرة للعشرات منهم بالقرب من مثلث الشهداء جنوب المدينة.
دوار شهداء معركة جنين 1948 - صورة ألتقطت في الخمسينيات من القرن الماضي
مقبرة شهداء الجيش العراقي التذكارية شهداء معركة جنين 1948 مثلث الشهداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق